الأربعاء، 2 ديسمبر 2009

الهامي وعشقي!

كان هذا تعليقاً لي على مقالوجدته بالصدفة، سأترك التعليق يسوق لكم في البداية كيف وصلت الى المقالة التي دفعتني للتعليق، ففي الحقيقة لم أستطع مقاومة ان اعيد تذكر وكتابة التعليق مرة اخرى عندي (مع بعض التعديلات الصياغية)، فمثل هكذا لحظات الهام وصفاء ذهن لوصف مثل هذا العشق...هي لحظات نادرة معدودة قد لا استطيع تكرارها مرة اخرى، لذا فها انا احتفظ هنا بالتعليق مرة اخرى

_______________________
قد يكون تاريخ المقالة قديما نوعا ما، ولكني وصلت هنا بالصدفة وانا ابحث عن حكم وأمثال من سبقوني في حب السيارة… وها انا أقرأ ما هو أفضل من ذلك… تأكدت ان هناك اخرين يشاركونني عشق السيارة، ذلك "الشيء" الذي لا اراه مجرد كومة حديد تتحرك على بعضِ من العجلات، بل شيئا مفعما بالمشاعر وقد يكون صارخا بها، شيئاً هو زئير محركه الـ”تيربو” غانٍ عندي عن جميع موسيقى العالم !

قد يستغرب الكثير من الناس مثل هذا العشق الغريب عند مجتمع عاشقي السيارة، ولكنه مثله مثل عشق اللوحات الفنية التي لا يستطيع جميع الناس ان يرو الجمال فيها، ففي السيارة يكمن الجمال في كونها ترجمة لاحساس بشري صُورت مشاعره وأحاسيسه على هيئة تصميم، فتراه في النهاية احساس بشري استطاع المصمم ان يُنطق الحديد به !!

لربما في وقت ما مضى من حياتي قد شعرت بأني ضللت طريق نفسي، كان لون ايامي واسابيعي وشهوري ما للون الأسود ان يحسده لقتمه، وكان يبدو لي ان ذلك الجانب الصغير الجميل في نفسي وحياتي وهو عشق السيارة… وكأن الحياة قد طغت عليه وازالت حبه من قلبي مثله مثل جميع الاشياء الجميلة التي لم تعد جميلة بعد الان في ناظري...

ولكن ما أروعها تلك اللحظة، تلك اللحظة التي انصَتُ فيها من جديد لذلك الصوت الناعم الزائر، وتركت لمشاعري العنان امام تلك الـ “الفاروميو”…أدركت ان الحياة ما زال فيها ذلك الشيء الجميل، أدركت ان هكذا لحظات كانت لربما تكفيني حتى استعيد رونق الحياة في نظري…

بالتأكيد التفكر في عظمة مخلوقات الله هو شيء أدعى لذلك الاعجاب، لكنه وبكل تأكيد يبعث على الرهبة أيضا… وسيكون له جانب اخر من حديثنا في المستقبل باذن الله... اللهم اهدنا الى التفكر في عظمة وروعة مخلوقاتك.

ما زلت انتظر تلك اللحظة، التي امتلك فيها أحلامي بمالي الخاص، ما زلت انتظر تلك اللحظة التي احجز فيها تذكرة الى اليابان… الى تلك المسارات الخاصة… الى فن والهام وعشق الـ”دريفت”… بعيدا عن كل الناس، ناسيا اللحظة، الماضي والمستقبل، ونفسي والدنيا وما عليها وما فيها، وأترك نفسي للطريق والسيارة… يتملكان لحظاتي ويملأني بالالهام والسكون الصارخ !

لست شاعراً ولا ماهراً في العربية حتى أسطر ما سطرت، ولا حتى في الحديث عن المشاعر الانسانية التي عادةً ما اكتشفت انني "أنكرها"... ولكن ذلك لم يستمر طويلا حتى تركت العنان لأصابعي لأول مرة الآن لتسطر ما سطرت، لأعترف امام نفسي وأمام العالم كله... بأنه ليست كل مشاعر الانسان هي من محض الخيال ولا الوهم…