الأحد، 4 مايو 2008

لا تفقد التوازن... لا تفقد السيطرة

كثيرا ما اتخيل واعتبر في الاوقات الصعبة ان هذه الحياة رصيفا يحتاج الى التوازن لكي تستطيع ان تسير فيه، وكثيرا حينما يبدأ الامل والرغبة في الحياة في التلاشي، وتظلم الحياة علي، كثيرا ما كنت اسير على احدى الارصفة التي اعرفها، متخيلا هذا الرصيف كانه فعلا طريق الحياة ، محاولا التعلم في كل لحظة من سيري عليه، وعلى الرغم من انه كان رصيفا في موقع خطير وكان الوضع سيكون خطيرا للغاية لو اني فقدت توازني... الا انها كانت من تلك اللحظات التي لا يكترث فيها الشخص الى اي شيء... ايا كان !

تعلمت كثيرا من هذا الرصيف، لقد كان رصيفا يصف الحياة بحق...

احيانا تسير على الطريق وتجد شيئا او دافعا ما في حياتك يساندك على استكمال الطريق... انه مثل السور الذي يساعدك على حفظ توازنك على الرصيف... انك احيانا تضطر لان تعتمد على هذا السور كليا حتى تستطيع ان تواصل الطريق، ومع الوقت تبدأ في الاعتماد على نفسك وتعليمها التوازن مرة اخرى، برغم انك من فترة لاخرى قد تبدأ في فقد التوازن لسبب او لاخر فتحتاج الى الاستناد على هذا السور للحظات... ومن ثم تتركه مرة اخرى... اليست هذه هي الحياة فعلا؟

ولكن للاسف، لم يكن هذا السور مستمرا على طول الرصيف، فقد انتهى في مرحلة معينة منه، واصبح حفظ التوازن مسألة تحتاج الى مجهود اكبر... ان ذلك يعكس ذاك الشعور بالوحده التي تعتري الانسان عندما يشعر انه اصبح وحيدا في طريق الحياة بدون عون ولا مرافق... فقط انت نفسك والرصيف...انت نفسك وطريق الحياة.

وكما ان طريق الحياة مليئ بالعقبات والحفر، كان ذلك الرصيف مليئا بالكسور التي كانت كفيلة بعدم قدرتي على الاستمرار في حفظ توازني لعده مرات، وكثيرا ما كنت في خطر الوقوع تماما من فوقه... الى الهاوية !

نعم... كثيرا ما نحتاج الى رفع ايدينا مثل الاجنحة حتى نحافظ على التوازن، واحيانا تكون اجنحتنا مجروحة ، فتكون المهمه اصعب، احيانا نفقد الامل في الحياة ونستسلم من اول تحدي لحفظ التوازن، ولا يعلم احد ما قد ليحدث لو كانت نتائج هذا الاستسلام هي السقوط تماما...

...

كثيرا ما نحتاج الى شخص يعاونا على الاستمرار ويذكرنا بان امر المؤمن كله خير، ونتعلم حفظ التوازن مرة اخرى، كثيرا ما نحتاج الى حافز يشجعنا على المواصلة... حتى نستطيع ان تقوى بصيرتنا ونرى افقأ ابعد، كثيرا ما ننظر حولنا ولا نجد من كنا نفترض وجودهم، ولا نشعر بحاجتنا اليهم حقيقة الا في هذا اللحظة.

وللاسف مرة اخرى، كثيرا ما نكون منشغلين مثل الغريق باعاده التوازن لانفسنا اكثر من تركيزنا وتقديرنا العميق لمن ساهم في انقاذنا واعاده التوازن لانفسنا، قد نضطر في احيان كثيرة بعد بداية الاستقرار النفسي الى التفكير مليا مليا في ذلك الامر والاشخاص الذين ارتبطوا بمرحلة معينة من ازمة في الطريق.

ولكن من ناحية اخرى، فقد كانت اللحظات التي تستطيع حفظ التوازن فيها من امتع اللحظات واكثرها انجازا في الحياة، وكانت لحظات كفيلة بزياده الثقة في النفس وملأ الامل في الاستمرار بالحياة... وربما مساعده الناس من حولك على حفظ توازنهم... اليس كذلك ؟

هذا هو ما استطعت وصفة في هذه اللحظة... واصدقكم القول عندما اقول ان هذا الرصيف كان بالفعل ملهما لي في كل مرة اسير عليه، لكم احب كثيرا ان اسير عليه في كل لحظة يملأني فيها الحزن واليأس.

نعم... الحياة صعبة.. الحياة مليئة بالعقبات والمصاعب، وفي احيان كثيرة قد لا تجد من يعينك عليها، قد ترى الوجوه قد تداخلت في بعضها...قد تجد المعاني تضاربت مع بعضها البعض... ولكن ، لا تستسلم ، لا تفقد توازنك، احكم سيطرتك على الامور، اوهم نفسك بانك ما زلت قادرا على التصرف حيال كل ما يفقدك التوازن، ولا تيأس ، قد لا تعلم من ورائك يقتفي اثارك... قد لا تعلم من يعتبرك قدوة لهم، قد لا تعلم ان هناك بالفعل سورا بجانبك يمكنك ان تحفظ توازنك للحظات بفضله، انظر حولك ... وتأمل في كل شيء

تأمل في الشجر ، في طيور السماء، في السماء نفسها، في الارض ومن عليها من البشر، فكر بعمق وتأمل في قدرة الله حولك من كل مكان... اليس خالق كل هذا من حولك بهذه القدرة العظيمة بعالم لما تواجهه ، لن تجد معينا غير الله... تذكر دائما ان الله لن ينساك ابدا... وان كل ما يحدث لك الان هو لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى، لهذا، يجب ان تعيد النظر في الهدف من طريق الحياة كله الذي تسير فيه، ليس الهدف هوا الوصول لمنصب معين او الحصول على شهاده معينة او حتى الزاوج وتكوين الاسرة، هناك ما بعد ذلك... جدد نيتك، واحتسب تلك اللحظات الصعبة عند الله، ووجهه نيتك نحو مرضاته اولا واخيرا، وبالتأكيد سيحدث كل الخير لك.

ويجب ان تطور مهاراتك في فن الحياة، وحفظ التوازن وفرض السيطرة على حياتك الشخصية، قد تفشل في مرة واثنين بل وربما اكثر، ولكنك بالتاكيد في كل مرة ستتعلم وستصل الى فهم نفسك فهما صحيحا يحقق لك التوازن النفسي في مشاعرك ومواقفك وحماسك واحلامك تجاه الحياة.

ان الرحلة احيانا تبطئ، وسط طريق اخترته بكل لحظة من حياتي قضيتها بالسعاده او الحزن، ولكن... احتاج الى فترة اعيد فيها حساباتي، احتاج الى ان اعرف اين انا الان، وقفة ربما لافهم من انا... واسمع نفسي... وقفة حتى اناجي ربي، واتقرب اليه اكثر واكثر، لكي اقوى على السير بلا خوف وتردد... واستطيع ان اقوم بدوري الذي اوجبه الله علي... لاني رغم كل لحظاتي السيئة والتي قد تتعدى احيانا لحظاتي السعيده... الا اني موقن ان الله لم يخلقني عبثا، وعلي ان اعمل واعمل واتعلم ، وافهم نفسي... حتى استطيع ان اتعامل معها باحسن الطرق... حتى اكون سعيدا...